يُعتبر المشروع من المبادرات التعليمية والإنسانية التي تسعى إلى منح الفرصة لكل طفل وشاب في المجتمع لينال حقه في التعليم دون أن تعيقه الظروف المادية أو صعوبات الحياة الاقتصادية. فالتعليم هو مفتاح الأمل والتنمية، وهو الطريق الذي يفتح أمام الإنسان أبواب المستقبل، إلا أن الكثير من الأسر محدودة الدخل تجد نفسها عاجزة عن تحمل تكاليف الدراسة أو شراء المستلزمات الأساسية لأبنائها، مما يؤدي إلى حرمان العديد من الأطفال من مقاعدهم الدراسية.

من هذا الواقع المؤلم، وُلد المشروع ليكون جسرًا يربط بين الحلم والفرصة، وليساعد الطلبة المحتاجين في مواصلة تعليمهم بكرامة وثقة. يقوم المشروع بتوفير الحقائب المدرسية والكتب والدفاتر والقرطاسية والزيّ المدرسي، إضافة إلى تسديد رسوم الدراسة والنقل عند الحاجة. كما يشمل الدعم مختلف المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الجامعية، مع التركيز على الحالات الأكثر حاجة، مثل أبناء الأيتام، أو الطلاب الذين يعيشون في المناطق الريفية والفقيرة.

لا يتوقف دور المشروع عند تقديم الدعم المادي فحسب، بل يتعداه إلى رعاية معنوية تهدف إلى تشجيع الطلاب على المثابرة والتميز، عبر التواصل المستمر معهم ومع أسرهم لضمان استقرارهم الدراسي والنفسي. كما يشجع المشروع قيم المسؤولية المجتمعية من خلال إشراك المتبرعين والأفراد والمؤسسات في دعم التعليم باعتباره استثمارًا في بناء الإنسان والمستقبل.

بهذا النهج، يسهم المشروع في تقليص الفجوة التعليمية بين فئات المجتمع، ويعزز فرص التكافؤ بين الطلاب بغضّ النظر عن ظروفهم الاقتصادية. فكل قلم يُمنح لطالب محتاج، وكل كتاب يُقدَّم له، هو في الحقيقة بادرة أمل تزرع في قلبه الحلم، وتمنحه الثقة بأن مستقبله لا يزال ممكنًا، وأن العلم هو النور الذي يبدّد ظلام الفقر والحرمان.