يُعَدّ مشروع الطحين من المبادرات الخيرية التي تهدف إلى دعم الأسر محدودة الدخل عبر تزويدها بمادة الطحين الأساسية التي تُعدّ من أهم مكونات الغذاء اليومي. يستهدف المشروع الفئات التي تواجه صعوبات في تأمين احتياجاتها الأساسية نتيجة ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية، فيسعى إلى تخفيف الأعباء عنها وتوفير عنصر رئيسي من عناصر الأمن الغذائي داخل كل بيت محتاج. يهدف المشروع إلى ضمان حصول كل أسرة على كفايتها من الطحين لإعداد الخبز والمأكولات اليومية دون عناء، مما ينعكس إيجابًا على استقرارها المعيشي وصحتها العامة.

تعمل فرق المشروع على تحديد الأسر المستفيدة بدقة من خلال دراسات ميدانية وقوائم اجتماعية تضمن وصول المساعدات إلى المستحقين فعلاً، مع مراعاة العدالة والشفافية في عملية التوزيع. ويتم شراء الطحين بجودة عالية من الموردين المحليين وتعبئته في أكياس مناسبة قبل تسليمه للأسر في مناطق مختلفة، بما يضمن الحفاظ على جودته وسلامته. كما يتم تنفيذ المشروع بشكل دوري لضمان استمرارية الدعم وتوفير احتياجات الأسر بشكل منتظم على مدار العام، خاصة في الفترات التي تشهد ارتفاعًا في الأسعار أو نقصًا في المواد الغذائية.

يهدف المشروع أيضًا إلى ترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال تشجيع المساهمات الفردية والجماعية، وإشراك المتبرعين والمتطوعين في مراحل التنظيم والتوزيع. فالمبادرة لا تقتصر على تلبية حاجة آنية، بل تسعى إلى بناء روابط إنسانية قائمة على التعاطف والتعاون، وإيصال رسالة مفادها أن المجتمع يقف صفًا واحدًا إلى جانب أفراده الأكثر ضعفًا. ومن خلال استدامة المشروع وتنظيمه المستمر، يتم تعزيز منظومة الدعم الغذائي في المجتمع، وبناء قاعدة بيانات دقيقة تساهم في تحسين عملية التخطيط وتوجيه الموارد نحو تحقيق الأثر الأكبر والأعمق. إن مشروع الطحين ليس مجرد عملية توزيع لمادة غذائية، بل هو رمز للأمل والتكافل، ودليل على التزام المجتمع بمسؤولياته تجاه أبنائه المحتاجين.